اجتمع سعادة السيد/ ريكاردو كابريساس، النائب الأول لرئيس جمهورية كوبا ووزير الاقتصاد والتخطيط، صباح يوم الخميس الموافق 5/10/2017م في مكتبه بمقر مجلس الوزراء، مع سعادة السفير السيد/ راشد ميرزا الملا، حيث بحثا قضايا متعددة، مثل الأزمة الخليجية الراهنة، والعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة الى الأمور ذات الاهتمام المشترك.
وقد بدأ سعادة السفير بتوضيح خلفيات أزمة الخليج التي مر عليها أكثر من ثلاثة أشهر، وقال أن قرار دول الحصار الأربعة (السعودية، مصر، الأمارت والبحرين) كان مفاجأة للجميع، خاصة انه قد جاء بعد عدة اسابيع من اجتماع دول العالم الإسلامي في الرياض مع الرئيس الأمريكي، ولم تكن هنالك أي مؤشرات أو دلالات تؤدي الى هذه الأزمة.
وأوضح السفير ان بداية الأزمة كانت بارتكاب جريمة القرصنة لموقع وكالة الأنباء القطرية وتناول وسائل اعلام هذه الدول الأربعة لتصريحات مفبركة نسبت لحضرة صاحب الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "حفظه الله"، وان هذه الفبركات كانت جزء من خطة خبيثة حبكتها قيادات دول الحصار، والتي نتج عنها فرض حصار بري وبحري وجوي ومقاطعة دول قطر منذ الخامس من يونيو الماضي. وذكر ان دولة قطر حاولت مراراً توضيح ذلك، الا انهم رفضوا التواصل معها والاستماع الى توضيحاتها، وأتضح أن الأمر مقصود منه زعزعة الثقة في دولة قطر وقيادتها ونزع الشرعية عنها.
وقال سعادة السفير أن هذا الحدث غير مسبوق في دول الخليج، ويؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة، وأن الأمر وصل مرحلة التهديدات بتغيير النظام في الدوحة، مؤكداً أن النتيجة جاءت على عكس ما كانوا يتوقعون، اذ ادت هذه الأحداث الى زيادة ثقة الشعب القطري في قيادته والالتفاف حولها، وتوحيد الصف القطري.
كما قال ان الأزمة أدت الى انتهاك حقوق الأنسان في كافة دول الخليج، اذ أن الاسرة الخليجية متداخلة بين هذه الدول، وقد أدت هذه القرارات المتشددة الى حرمان الأسر من التواصل، وأثرت على وضع الطلاب، والمواطنين الذين يعملون في الدول الخليجية الأخرى.
وتطرق سعادة السفير الى المطالب ال 13 التي تقدمت بها الدول الأربعة الى قطر، ثم تنازلت عنها لتصبح مبادئ ستة، بحجة أن قطر تدعم وتمول الارهاب، وأكد أن قطر حريصة جدا على مكافحة الارهاب في كافة أشكاله. وقال ان ادعاءاتهم غير حقيقية، وهنالك عدم ثبات في موقفهم من هذه المطالب، التي ذكر انها غير منطقية ولا يمكن قبولها، اذ انها تمس سيادة وشرعية دولتنا.
ثم أوضح السفير الموقف الكويتي، والدور الذي يقوم به امير دولة الكويت، الشيخ صباح أحمد الصباح في الوساطة، وقال ان الدول الأربعة تعمل على افشالها في محاولات منهم لإظهار دولة قطر وكأنها هي من تفشل هذه الوساطة. ورغم ذلك، تعمل قطر على انجاح هذه الوساطة، وتواصل جهودها بالتنسيق مع دولة الكويت الشقيقة لكي تقبل الدول الأربعة على الجلوس للحوار لإيجاد حلول لهذه الأزمة.
وأشار السفير الى ان دول الحصار تطالب دولة قطر بقطع علاقاتها مع ايران، رغم ان لديهم علاقات معها، وقال ان قطر تربطها مع ايران علاقات حسن الجوار ومصالح اقتصادية مشتركة.
وأوضح السفير الى النائب الأول لرئيس الجمهورية الكوبية أن قطر تعول على دور المجتمع الدولي والدول الصديقة، لممارسة الضغوط على هذه الدول للكف عن هذه السياسات، وادانة التهديد باستخدام القوة لتغير أنظمة الحكم، وقال نحن نتطلع الى اعلان الدول عن رفضها للإجراءات التي اتخذت ضد قطر لعدم شرعيتها، وحث الدول الأربعة الى اتباع الحكمة والموافقة على الوساطة الكويتية والجلوس الى طاولة الحوار والدعوة الى رفع هذا الحصار الغير قانوني. وفي هذا الصدد قام سعادة السفير بمقارنة ما تتعرض له الدولة بالحصار الذي عانت منه كوبا لسنين طويلة.
من جانبه فقد شكر سعادة السيد/ النائب الأول لرئيس الجمهورية، السيد/ كابريساس، سعادة السفير على طرحه لكافة التفاصيل المتعلقة بالأزمة، وقال ان موقف هذه الدول غير قانوني، ولا يمكن قبوله، وقال "نحن نفهم وضعكم تماماً، والعالم اليوم يمر بمرحلة عصيبة وجنونية، وهنالك حاجة الى السلام أكثر من أي وقت مضى". وأضاف "عليكم ألا تتنازلوا عن حقوقكم المشروعة، وواصلوا النضال". ووعد بنقل ما جرى من الحديث الى السطات في وزارة الخارجية.
وقام كذلك بمقارنته بما تعاني منه بلاده منذ أكثر من ستة عقود، حيث تمت عزلة كوبا في دول أمريكا اللاتينية ما عدا المكسيك، موضحاً ان التهم الموجهة اليهم انهم كانوا يصدرون الثورة الى دول المنطقة. وقال ان دورنا تمثل في دعم حركات التحرير والدفاع عن أنفسنا وليس تصدير الثورة. كما قال ان الولايات المتحدة الأمريكية وضعت كوبا في قائمة الدول الداعمة للإرهاب، رغم انها كانت ضحية للإرهاب وليس العكس. وأشاد نائب الرئيس بالدور الذي لعبه أوباما لعملية الانفتاح التي بدأها عام 2014م، وأعرب عن اسفه لتراجع الرئيس دونالد ترامب عن ذلك.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أشار الطرفان الى جودتها، وانها علاقات متينة على مختلف المستويات وفي شتى الميادين، وانها تشهد بشكل مستمر محطات تقدم وتجدد وأنها تسير قدما بشكل جيد في مجالات متعددة منها الصحة والثقافة والتعليم ومجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية أخرى، ومن الخطوات الايجابية على مسار هذه العلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين هو التقدم الذي تم إحرازه في اتفاق الخدمات الصحية بين كوبا وقطر في مستشفى دخان، التي تعتبر من أهم المراكز الطبية في المنطقة.