عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس العلاقات الخارجية للحزب يجتمع بسعادة السفير

اجتمع سعادة السيد/ خوسي رامون بالاغير، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس العلاقات الخارجية للحزب، مع سعادة السفير السيد/ راشد ميرزا الملا، صباح الاربعاء الموافق 18/10/2017م في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، حيث بادر سعادة السفير حديثه حول خلفية أزمة الخليج التي مرت عليها أكثر من أربعة  أشهر، وأشار الى عملية القرصنة التي قامت باختراق وكالة الأنباء القطرية من احدى دول الحصار الأربعة (المملكة العربية السعودية، الأمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، بالإضافة الى جمهورية مصر العربية)، وبعدها بدأت وسائل اعلام هذه الدول ببث اخبار تحوي على معلومات مكذوبة نسبت الى أمير البلاد المفدى، ثم قيام هذه الدول بمقاطعة وفرض حصار جوي وبحري وبري على دولة قطر. وقال أن سلطات بلاده عبرت عن استغرابها لهذه القرارات، التي بنيت على مزاعم وأكاذيب، وتهدف بشكل أساسي الى ممارسة الضغوط على الدوحة لتتنازل عن قرارها الوطني. وأضاف سعادة السفير أن دولة قطر حاولت مراراً توضيح مسألة القرصنة وتلفيق الأكاذيب، الا ان دول الحصار رفضت التواصل معها والاستماع الى توضيحاتها، بغرض زعزعة الثقة في دولة قطر وقيادتها ونزع الشرعية عنها وأن الأمر وصل مرحلة التهديدات بتغيير النظام في الدوحة، مؤكداً أن النتيجة جاءت عكس ما كانوا يتوقعون، اذ ادت هذه الأحداث الى زيادة ثقة الشعب القطري في قيادته والالتفاف حولها، وتوحيد الصف القطري. كما ذكر ان الأزمة هي انتهاك واضح لحقوق الأنسان، اذ انها ادت الى قطع أفراد الأسر الخليجية، المتداخلة فيما بينها، من التواصل، علاوة على تأثير القرارات على الطلاب والعاملين من الدول الخليجية المختلفة من السفر الى هذه الدول.

وأشار سعادة السفير الى المطالب ال 13 التي تقدمت بها الدول الأربعة الى قطر، ثم تنازلت عنها لتصبح مبادئ ستة، وإن الدول الخليجية تلوم قطر على إيوائها ودعمها للإرهاب، وأكد أن قطر حريصة جدا على مكافحة الارهاب في كافة أشكاله، وبشهادة عدد من الدول الأوروبية والعربية. وذكر على سبيل المثال، انه بعد فترةٍ قصيرة من القرارات في فجر 5 يونيو، أشاد البنتاغون بـ"التزام قطر الدائم بالأمن الإقليمي".

ثم أوضح السفير الموقف الكويتي، وأشاد بدور امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في الوساطة التي يقوم بها، وقال ان الدول الأربعة لم تستجيب لها، ورغم ذلك، قال أن قطر حريصة على انجاحها، وتواصل جهودها بالتنسيق مع دولة الكويت الشقيقة لكي تقبل الدول الأربعة على الجلوس للحوار لإيجاد حلول لهذه الأزمة، موضحاً ان قطر تفوقت دبلوماسياً على خصومها. وذكر أن دول الحصار وقعت في خطأٍ استراتيجي بمحاولتها فرض إرادتها على قطر، لأنَّها إذ فعلت ذلك، فقد أخلَّت بنظامٍ إقليمي ذو أهمية كبيرة لكافة دول العالم.

كما أشار سعادة السفير الى موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وقال ان الرئيس ترامب أعرب في بداية الأمر، عبر تغريداته في تويتر، عن تحيزه لدول الحصار، في تناقض صريح مع وزارة خارجيته والبنتاغون، ثم قام بعدها بالتراجع عن ذلك. وبعدها بعدة اسابيع، اتَّصل هاتفياً بأمير قطر عارِضاً عليه الوساطة.

كما ذكر سعادة السفير أن دولة قطر تتطلع الى اعلان الدول عن مواقفها تجاه الأزمة، وحث الدول الأربعة الى اتباع الحكمة والموافقة على الوساطة الكويتية والجلوس الى طاولة الحوار. وفي هذا الصدد قام سعادة السفير بمقارنة ما تتعرض له الدولة بالحصار الذي عانت منه كوبا لسنين طويلة.

ومن جانبه أكد السيد/ بالاغير بأنه سينقل مضمون هذا الاجتماع الى وزارة الخارجية الكوبية والمسئولين فيها.

وذكر أن كوبا حريصة على بناء وبث ثقافة السلام في العالم أجمعه، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وشدّد على التزام حكومة كوبا لكي تصبح منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي منطقة سلام. وتحدث عن أهوال الحرب في اليمن، متمنياُ ان ينتهي النزاع قريباً. وأضاف ان الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد الوحيد مما يجري في الأزمة الخليجية، حيث قامت بعقد صفقة عسكرية ضخمة مع المملكة العربية السعودية.

وأخيراً أشار الى العلاقات الثنائية المتميزة، مشيداُ بشكل خاص بالتعاون الصحي بين البلدين، وقال أنه أشرف شخصياً على قرار تأسيس المستشفى الكوبي في دخان.