اجتمع سعادة السفير اليوم الاربعاء الموافق 7 فبراير 2018م، ضمن سلسلة اجتماعاته مع المسؤولين الكوبيين، مع مدير المعهد الكوبي للصداقة بين الشعوب، السيد/ فرناندو غونزاليس، وبحضور مسؤول افريقيا والشرق الاوسط السيد/ خوسيه برييتو سينتادو.
وقد تباحث الطرفان تطورات العلاقات القطرية الكوبية، حيث تقدم مدير المعهد بالشكر الى سعادة السفير على دعم دولة قطر لكوبا في القرار 71.5 في اطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمنادي بوقف الحظر المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أشار السيد/ غونزاليس الى دور المعهد في دعم علاقات الصداقة بين الشعوب، وتشجيع التضامن بينها، وقال ان المعهد لديه علاقات مع أكثر من 1979 جمعية في 154 دولة. كما ذكر ان المعهد أنشأ علاقات مع جمعية صداقة بدولة قطر، تحمل نفس الاهداف، وقال انهم يرغبون في تفعيل نشاطاتها، لكي تكون قناة وصل بين قطر وكوبا في مجال التعاون لتحقيق هذه الأهداف.
في حديثه أوضح السفير خلفية الحصار على دولة قطر وأشار الى عملية القرصنة التي قامت باختراق وكالة الأنباء القطرية من احدى دول الحصار الأربعة (المملكة العربية السعودية، الأمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، بالإضافة الى جمهورية مصر العربية) ، وبعدها بدأت وسائل اعلام هذه الدول ببث اخبار تحوي على معلومات مكذوبة نسبت الى أمير البلاد المفدى، ثم قيام هذه الدول بمقاطعة وفرض حصار جوي وبحري وبري على دولة قطر. وقال أن هذه القرارات بنيت على مزاعم وأكاذيب، وأن الأمر وصل مرحلة التهديدات بتغيير النظام في الدوحة. كما ذكر ان الأزمة هي انتهاك واضح لحقوق الأنسان، اذ انها ادت الى قطع أفراد الأسر الخليجية، المتداخلة فيما بينها، من التواصل.
وشدًد سعادة السفير الى ما تقوم به هذه الدول يمثل خطورة بالغة للمنطقة والعالم بأجمعه، اذ انه في حال حدوث نزاع، يمكن ان يقود ذلك الى حرب عالمية ثالثة، نظراً لأن دول الخليج تملك نصف الطاقة في العالم من نفط وغاز.
وأشار سعادة السفير الى المطالب ال 13 التي تقدمت بها الدول الأربعة الى قطر، وإن الدول الخليجية تتهم قطر بإيوائها ودعمها للإرهاب، وأكد أن قطر حريصة جدا على مكافحة الارهاب في كافة أشكاله، وبشهادة عدد من الدول الأوروبية والعربية. وذكر على سبيل المثال، انه بعد فترةٍ قصيرة من القرارات في فجر 5 يونيو، أشاد البنتاغون بـ"التزام قطر الدائم بالأمن الإقليمي".
ثم أوضح السفير الموقف الكويتي، وأشاد بدور امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في الوساطة التي يقوم بها، وقال ان الدول الأربعة لم تستجيب لها، ورغم ذلك، قال أن قطر حريصة على انجاحها، وتواصل جهودها بالتنسيق مع دولة الكويت الشقيقة لكي تقبل الدول الأربعة على الجلوس للحوار لإيجاد حلول لهذه الأزمة، موضحاً أن دول الحصار وقعت في خطأٍ استراتيجي بمحاولتها فرض إرادتها على قطر.
كما أشار سعادة السفير الى موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وقال ان الرئيس ترامب أعرب في بداية الأمر، عبر تغريداته في تويتر، عن تحيزه لدول الحصار، في تناقض صريح مع موقف وزارة خارجيته والبنتاغون.
كما قام سعادة السفير بمقارنة ما تتعرض له الدولة بالحصار الذي عانت منه كوبا لسنين طويلة. وذكر له ان لكوبا تجربة تاريخية يحتذى بها، وان لديها سمعة حسنة في كافة دول العالم، وفي العالم العربي بشكل خاص في مجال المقاومة والصمود.
وفي هذا الصدد أعرب السيد/ غونزاليس عن تضامنه مع دولة قطر، وقال أنه ليس من المقبول ان تقوم أية دولة بفرض قرارات على دولة اخرى، وان العلاقات الدولية يجب ان تحترم سيادة الدول، وادانة كافة سبل استخدام القوة، والدفاع عن حق تقرير المصير، وأن الحوار والتفاوض هو السبيل الوحيد لحل النزاعات. كما قال انه لا يحق لدولة ان تطالب دولة بقطع علاقاتها مع اية دولة، في اشارة الى مطلب دول الحصار لقطر بقطع علاقاتها مع ايران، أو مطالبتها بإغلاق اية وسيلة اعلام، مثلما حدث مع مطلب الدول الأربعة لدولة قطر بإغلاق قناة الجزيرة.
وفي الختام اتفق الطرفان على بعض النقاط، على النحو الآتي:
- عقد فعالية في المعهد تنظمها السفارة، تتمثل في محاضرة يقدمها سعادة السفير، يحضرها عدد من المسؤولين وأبرز الشخصيات الكوبية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في جمهورية كوبا، للتعريف بالواقع القطري، وما يدور الآن في الدولة عقب الأزمة الخليجية.
- تقديم دعوة من المعهد لزيارة وفد قطري للتعرف على أعمال المعهد وعلى كوبا بشكل عام، وتنسيق زيارات الى مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية.
- كذلك تقديم دعوة الى مدير المعهد لزيارة دولة قطر بغرض التعرف عليها من كثب، وعقد لقاءات مع مسؤولين قطريين بغرض تقوية العلاقات الثنائية وللتقريب بين الشعبين القطري والكوبي.