سفارة قطر في هافانا تحتفل باليوم الوطني

احتفلت سفارة دولة قطر في كوبا يوم أمس بالعيد الوطني للدولة، حيث شارك في الاحتفال سعادة السيد دكتور خوسي أنخيل بورتال ميراندا، وزير الصحة العامة بجمهورية كوبا، وسعادة السيد/ روخيليو سيرا دياز، نائب وزير الخارجية، سعادة السيد/ ادوارد رودريغيز دابيلا، نائب وزير المواصلات، وكل من سعادة السيد/ ارماندو بيرغارا، نائب المدير العام للشؤون الثنائية بوزراة الخارجية، وسعادة السيد/ إكتور إغارثا، مدير قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية. كما شارك في الاحتفال عدد كبير من سفراء الدول المعتمدة في كوبا، من ضمنهم سفير دولة الكويت، سعادة السيد/ محمد خلف، وسفير دولة فلسطين، سعادة السيد/ دكتور أكرم محمد سمحان من بين آخرين.

وفي هذه المناسبة ألقى سعادة السفير، السيد/ راشد ميرزا الملا، كلمة تناولت جوانب متعلقة بتاريخ تأسيس الدولة والإنجازات التي حققتها القيادة القطرية، وحيثيات الحصار المفروض عليها، علاوة على العلاقات الثنائية بين البلدين، تم بعدها عرض فيلم وثائقي قصير عن نهضة الدولة وتطورها. فيما يلي نص كلمة سعادة السفير:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة السيد / دكتور خوسي أنخيل بورتال ميرانده، وزير الصحة العامة.

سعادة السيد/ روخيليو سيرا دياز، نائب وزير الخارجية.

سعادة السيد/ ادوارد رودريغيز دابيلا، نائب وزير المواصلات.

سعادة السيد/ أرماندو بيرغارا، نائب المدير العام لإدارة العلاقات الثنائية.

سعادة السيد/ أكتور إغارثا، مدير إدارة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية.

الضيوف الكرام

في البداية أود أن أشكر الجميع  على حضوركم الليلة لمشاركتنا لنا للاحتفال بهذه المناسبة المهمة لبلدنا.

وأود أن أهنئ حكومة وشعب كوبا على العملية الانتخابية، التي جرت بطريقة مدنية وديمقراطية. وأود أيضا أن أهنئكم على تسلم الرئيس ميغيل دياز كانيل للحكم، ونحن على ثقة تامة بأنه سيتبع طريق الثورة ، الذي بدأه الزعيم فيدل كاسترو. كما أود أن أهنئ الشعب الكوبي والحكومة على العملية الدستورية، التي نفذت بطريقة ديمقراطية، وستؤدي بالتأكيد إلى تنمية البلاد وتقدمها.

بهذه المناسبة أود أستعراض بعض الجوانب المتعلقة بدولة قطر ونشأتها وتطورها. تأسّست دولة قطر في 18/ديسمبر/1878م على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي يُعد المؤسس لدولة قطر، ويعتبر من أكبر رجال السياسة في تاريخ قطر والوطن العربي، وقد حرص على أن تكون البلاد مستقلّةً وموحدة.

وعندما تم اكتشاف النفط في دولة قطر، تطورت تطوراً مذهلاً، كما تطورت جميع المرافق العامة حتّى أصبحت دولة قطر من الدول التي لها تأثير واضح في المنطقة وفي العالم أجمعه.

من أهم الفترات التي شهدتها دولتنا خلال تاريخها الحديث، هي فترة حكم سمو الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فقد ساهم في تطوير دولة قطر من جميع النواحي العمرانية والاقتصادية والعلمية والرياضية، وتم في عهده امتلاك قطر للغاز الطبيعي، فهي ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم ولديها ثالث أكبر احتياطي في العالم.

كما كان له الفضل لحل خلافات بعض دول المنطقة (لبنان، السودان، العراق، اليمن، علاوة على القضية الفلسطينية).

ثم استلم الحكم أمير البلاد الحالي الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.

بعد تولّيه الحكم في يونيو 2013، واصل مسيرة والده، وحرص على تطوير رؤية قطر 2030، التي أرساها الأمير الوالد، كما أهتم بقضايا العالم العربي والاسلامي، وقام بتوطيد العلاقات القطرية مع جميع دول العالم، إذ ترتكز السياسة الخارجية للدولة على أسس السلام والأمن والاستقرار والتعاون والصداقة بين دول وشعوب العالم.

الكل يعلم الوضع الذي تمر به دولتنا ومنطقة الخليج بسبب الحصار الذي فرضته جيراننا الخليجية، المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، بالإضافة الى جمهورية مصر العربية، التي قامت بمقاطعة بلادنا وفرض حصار جوي وبحري وبري عليها. هذه الخطوات جاءت بهدف ممارسة الضغوط على الدوحة لتتنازل عن سيادتها وقرارها الوطني. كما إن الأزمة هي انتهاك صريح لحقوق الأنسان، اذ انها ادت الى قطع أواصر أفراد الأسر الخليجية المشتركة.

إلا أن النتيجة جاءت عكس ما كانت تتوقع دول الحصار، حيث تم توحيد الصف القطري، كما أن دولتنا تفوقت دبلوماسياً على الازمة، بشهادة كثير من دول العالم، وذلك نسبة للرؤية الحكيمة والسلمية لقيادتنا، فقد حاولت مراراً إيجاد حلول سلمية عبر الحوار والمفاوضات، بطبيعة الحال دون المساس بسيادتنا، التي نعتبرها خطوط حمراء.

من الناحية الاقتصادية أصبح اقتصاد دولتنا اليوم أقوى مما كان عليه قبل الأزمة. فقد تعززت حصانة اقتصادنا من الهزات الخارجية وازداد اعتمادنا على ذاتنا، وترسخت الروابط مع حلفائنا أكثر مما كانت، وتطورت علاقاتنا مع معظم دول العالم.

وأود من جهة اخرى التأكيد على متانة العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية كوبا في مجالات متعددة منها الصحة والثقافة والتعليم ومجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية، فهي تقوم على الروابط القوية بين البلدين، علماً انه بعد بضعة أسابيع ستشهد مرور 30 عاماً على تأسيس هذه العلاقات.

وفي الختام أود أن ادعوكم الى مشاهدة فيديو قصير عن نهضة دولة قطر، وأرجو الإستمتاع بهذا الإحتفال.