دكتور حمد الكواري يشارك في مؤتمر توازن العالم في كوبا

فيما يلي كلمة دكتور حمد بن عبد العزيز الكواري عن مشاركته في مؤتمر توازن العالم في كوبا:
غدا أتوجه إلى كوبا، وزيارة كوبا لها طبيعة خاصة وتحمل في طياتها الإرتباط بما تحمله هذه الجزيرة الصغيرة في الحجم ، المثيرة في التاريخ من خواطر تجعل المرء يتطلع لزيارتها بغض النظر عن الجوانب الأيديولوجية الذي اتسمت بها تجربتها ..
وكوبا جزيرة صغيرة تكونت تشكيلتها البشريةوفق خليط جغرافي وتاريخي فريد في طبيعته ، ومنذ وقت مبكر دخلت في الصراع مع الكبار مع اسبانيا التي تركت الجزيرة وشأنها ولكن أثرت تأثيرا ثقافيا بلغتها والتي أصبحت لغة سائدة في أمريكا الجنوبية والوسطى وجزء كبير من الولايات المتحدة الأمريكية ، وطبعا عندما نتحدث عن اللغة الإسبانية نتحدث عن تأثير اللغة العربية عليها وهو تأثير واضح لاينكره أحد .. وعندما بلغت كوبا مسيرتها الثورية كانت مركز رئيسي للتأثير في صراع القوتين الأعظم الولايات المتحدة والأتحاد السوفيتي ، وبقيت عظما في حلق الرأسمالية والولايات المتحدة بتبنيها للإشتراكية وتبعيتها للإتحاد السوفييتي ولعبت دورا كبيرا في دعم التمرد ضد الغرب والولايات المتحدة وشاركت قوات هذه الجزيرة الصغيرة في معارك في أفريقيا وغيرها من أماكن الصراع والتحرر الوطني .. وكلنايذكر ماعرف بقصة (خليج الخنازير ) في الستينات التي أوصلت العالم إلى حافة حرب عالمية بين الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة أيام خروتشوف وكندي وانتهت بسحب الصواريخ ونهاية الأزمة وبقيت كوبا تلعب دورها كشوكة في خاصرة الولايات المتحدة وأستمر أطول حصار في العصر الحديث الذي لازال مستمرا في بعض جوانبه ، رغم غياب الرئيس أبوما بزيارة كوبا كأول رئيس أمريكي يزورها منذ ثلاث سنوات ...
وارتبط اسم كوبا بشخصيات كارزماتية ومؤثرة عبر تاريخ القرن العشرين مثل ( جيفارا)و(فيدل كاسترو) 
وعندما تلقيت الدعوة من الحكومة الكوبيةللمشاركة في المؤتمر العالمي الرابع عن التوازن الدولي وشرفت بتكليف حكومتي برئاسة وفد مكون من مؤسسة قطر(التعليم فوق الجميع) ووزارة التعليم والتعليم العالي واللجنة العليا للإرث والمشروعات ٢٠٢٢..سعدت بهذه الدعوة والتكليف ..
وبدأت في الأستعداد لهذه المهمة وهذاتطلب مني بحثا في المؤتمر لإعداد الكلمة المناسبة وخاصة أنني وعدد قليل أعطيت في محاضرة .. وعند دراسة الوثائق وجدت تركيزاً على الحديث عن (خوسيه مارتي) الأب الروحي لإستقلال كوبا ، والمكرم من اليونسكو لفكره الإنساني ومن أقواله (لا تكمن عظمة القادة في اشخاصهم بل تكمن في مدى خدمتهم لعظمة شعوبهم)