كتب سعادة السفير مقال عن الازمة الخليجية بعد مرور عام عليها:
تمر بلادنا اليوم، وبعد مرور عام، باسوأ ازمة تشهدها منطقة الخليج العربي، عندما قامت الدول الاربعة (المملكة العربية السعودية، الامارات العربية المتحدة، مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية) بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولتنا وفرضت عليها حصار جوي وبحري وبري، ويعتبر هذا الصراع عاملاً اخر في عدم استقرار المنطقة وبلدان الشرق الأوسط بشكل عام.
تأني خلفية الازمة بعد عملية القرصنة التي تعرضت لها وكالة الانباء القطرية والاخبار المفبركة التي نسبت الى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. عندها حاولت السلطات القطرية توضيح هذه المعلومات المفبركة، لم يأبهوا لموقفنا. وقد حاولنا في عدة مرات وما زلنا نحاول الوصول الى حل سلمي لهذه الأزمة، موضحين بما لا يدع مجالا للشك ان يتم ذلك دون المساس بسيادتنا واستقلالنا السياسي، ولكن كل محاولاتنا قوبلت بالفرض من طرفهم.
اتضح للجميع ان اهداف هذه الدول هي القضاء على قرارنا الوطني وتركيعنا والتشويش على مقدرة قيادتنا، الا ان النتائج جاءت عكس ما كانوا يتوقعون. كما عملوا جاهدين على اقناع العالم ان دولة قطر ترعى وتمول الارهاب، ولكن الجميع يعلم اليوم ان بلادنا ملتزمة وتعمل على محاربة الارهاب في كافة اشكاله.
موقف ترامب المتذبذب من الأزمة:
من ضمن العوامل التي اثرت على الازمة من بدايتها هي الموقف المتذبذب للرئيس الامريكي دونالد ترامب، وتناقض تصريحاته تجاه قطر مع موقف البيت الابيض والبنتاغون. وكان واضحاً من البداية ان الرئيس الامريكي يقف في صف المملكة العربية السعودية والامارات، رغم انه تراجع عن موقفه وقام بعدة محاولات بعد ذلك لإقناع هذه الدول لإنهاء الازمة بأسرع فرصة.
تناقض المطالب مع سياسة دول الحصار:
من ضمن الحجج التي قادت هذه الدول لاتخاذ قرارها هي دعم دولتنا لحركة الإخوان المسلمين، وهو نفس التنظيم الذي استضافته المملكة العربية السعودية في إطار صراعها مع عبد الناصر في الماضي. كما إن هذه الدول لم تكف عن دعم جماعات متشددة مثل حركات السلفية والوهابية.
ومن ضمن تناقضاتهم هي مكالبتنا بقطع العلاقة بطهران في حين ان حجم المبادلات التجارية بين الإمارات وإيران تعد الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي. كما اننا لا نرغب في قطع علاقتنا مع ايران، وهي الدولة الجارة التي سارعت بمساعدتنا منذ نشوب الأزمة، كما انه تربطنا بها مصالح مشتركة.
التداعيات الانسانية وانتهاك حقوق الانسان:
من أخطر نتائج هذه الازمة التداعيات الانسانية وتأثيرها على حقوق الانسان، حيث شتتت الاسر الخليجية المتداخلة فيما بينها وحرمت العمال والطلاب الخليجية من السفر الى ومن دولة قطر، وعرقلت سير أعمال الشركات الخليجية ورجال الأعمال.
من أهم ملامح الأزمة الخليجية اليوم:
1. تمادي هذه الدول في سياستها العدائية ضد دولة قطر.
2. السعوديّة وحُلفاؤها يَتبنّون سياسة الضغط ويَعتقدون أن الدوحة هي المُتضرّرة، الا ان الاحصائيات والمؤشرات الاقتصادية اثبتت عكس ذلك.
3. اصرار قيادات هذه الدول دوماً على حل الأزمة داخل البيت الخليجي، دون تقديم مبادرات حسن نية في هذا الصدد.
4. رغم اننا لا نعتقد بوصول هذا النزاع الى حد المواجهة العسكرية، الا أن ما يقلقنا هو تكرار التجربة في اليمن.
5. اذا طال أجل هذا النزاعٍ فلن يكون من مصلحة أي من الأطراف وسيفسد مناخ الاستثمار للدول كافة.